اضطرابات النوم

يعاني العديد اضطرابات النوم ولا يستطيعون أن يهنئوا به، ويبحثون عشية وضحاها عن علاج الأرق مجرب من قبل الآخرين.
إذ يعد الأرق من الاضطرابات النفسية الشائعة في الآونة الأخيرة، ويشكو الكثير صعوبة الخلود إلى النوم والاستيقاظ مرارًا وتكراًر في أثناء الليل.
سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى علاج الأرق مجرب، وأبرز أسباب الإصابة به، وأهم النصائح المتبعة للتخلص منه.

ما هو الأرق؟

يعرف الأرق بأنه من اضطرابات النوم الشائعة، التي تجعل الشخص يعاني صعوبة النوم أو الاستمرار فيه، مما يؤثر على صحة المريض النفسية والجسدية.
كما أن من الممكن مواجهة مشكلة الأرق لمدة قصيرة، وقد تستمر لمدة طويلة الأجل، وحينئذ يعرف باسم ” الأرق المزمن”، الذي يستمر لمدة 3 ليال في الأسبوع ولمدة 3 أشهر.
تختلف حاجة الأشخاص إلى النوم تبعًا للمرحلة العمرية التي يمرون بها؛ ففي أثناء مرحلة الطفولة يحتاج الطفل إلى 17 ساعة من النوم.
بينما يحتاج في أثناء مرحلة متقدمة من الطفولة إلى عدد ساعات أقل من النوم، أما في أثناء مرحلة البلوغ تتراوح ساعات النوم ما بين 9 إلى 10 ساعات.
كما يحتاج كبار السن إلى نفس عدد الساعات التي يحتاجها الأشخاص في أثناء مرحلة البلوغ، وتتميز تلك المرحلة بالقدرة على الاستغراق في النوم العميق، والاستيقاظ بسهولة عن البالغين.

أسباب الإصابة بالأرق واضطراب النوم

تتضمن أسباب الإصابة بالأرق:

  • اضطراب الساعة البيولوجية.
  • المعاناة من مشكلات صحية، مثل: الربو و ألزهايمر وفرط نشاط الغدة الدرقية والسكتة الدماغية.
  • الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والتوتر المزمن والقلق.
  • تناول بعض الأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم ومسكنات الآلام.
  • فرط النشاط الذهني.
  • الإفراط في تناول الكافيين والمنبهات.

أسباب إصابة النساء بالأرق

تشير بعض الدراسات إلى أن معشر النساء أكثر عرضة للإصابة بالأرق بمعدل 40%، وأن هناك حوالي 64% من السيدات يتناولن المهدئات والحبوب المنومة، كي يستطعن الخلود إلى النوم.
ومن أهم العوامل التي تسبب الأرق عند النساء:

  • نقص فيتامين د لديهن.
  • انخفاض نسبة الكالسيوم في الجسم.
  • الاكتئاب.
  • التوتر والقلق.
  • انقطاع الطمث.
  • تعب مرحلة الحمل.
  • المشكلات النفسية والعاطفية.

أعراض الإصابة بالأرق

يواجه المريض عدة مشكلات عند معاناته الأرق، ومن أبرزها:

  • الحزن والاكتئاب.
  • صعوبة النوم.
  • الاستيقاظ المتكرر في أثناء نومه.
  • التعب والإعياء طوال اليوم.
  • عدم القدرة على التذكر والتركيز.
  • صعوبة ممارسة المهام اليومية.

ما هي أنواع الأرق؟

اضطرابات النوم

ينقسم الأرق إلى الآتي:

الأرق الأساسي

لا يرتبط ذلك النوع بأي مشكلات صحية أو نفسية يعانيها الشخص.

الأرق الثانوي

يحدث نتيجة لإصابة الشخص ببعض المشكلات الصحية أو النفسية، مثل: الربو أو تعاطي المخدرات أو الاكتئاب أو التهاب المفاصل.

علاج الأرق مجرب

توجد عدة سبل يمكن من خلالها كبح جماح الأرق والتخلص منه، وتتضمن الآتي:

العلاج السلوكي المعرفي

يطلق عليه أيضًا CBT-I، ويوصى باعتماد العلاج السلوكي المعرفي في المرحلة الأولى للعلاج، ويعرف بأنه برنامج منظم يساعد المريض تحديد أفكاره والمشكلات التي تسبب اضطراب النوم.
كما يساعد على استبدال المعتقدات السلبية المحبطة، واستبدالها بعادات أخرى سويّة تشجع على النوم بهدوء وسلام.
كذلك يسهم في التحكم في المخاوف والأفكار الموحشة التي تجعل الشخص مستيقظًا، ومن ثمّ القضاء عليها، مع تطوير عادات النوم الجيدة.
يوصي اختصاصي اضطرابات النوم بتطبيق بعض التقنيات الخاصة بالعلاج السلوكي المعرفي، التي تشمل الآتي:

  • فرض قيود للنوم؛ إذ يستهلك الشخص قضاء وقت طويل على الفراش مستيقظًا؛ مما يؤدي إلى قلة النوم والحرمان الجزئي من النوم.
  • علاج التحكم بوجود منبه، كي يساعد على التخلص من العوامل التي تهيئ العقل لمقاومة النوم، وعدم اللجوء إلى الفراش إلا في حالة النعاس الشديد.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء، لمنح العقل والجسد المزيد من الراحة، وتتضمن: التأمل واليوجا والتصور.
  • تغيير العادات اليومية غير الصحية، مثل: التدخين وشرب الكحوليات والكثير من الكافيين.
  • خلق أجواء مريحة تساعد على النوم بهدوء، مثل: النوم في غرفة هادئة ومظلمة وباردة، مع عدم وضع التلفاز في غرفة النوم.
  • الارتجاع البيولوجي، وهي مراقبة العلامات الحيوية، مثل: ضربات القلب وتوتر العضلات؛ إذ يساعد على التعرف إلى الأنماط والعوامل التي تؤثر على النوم.
  • تجنب بذل أي جهد للحصول على النوم، إذ يعمل القلق من عدم قدرتك على النوم البقاء مستيقظًا، لكن عند التخلي عن ذلك القلق يسهل الخلود والسقوط في النوم.

العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد الشخص على الحصول على النوم أطول مدة ممكنة، مثل: دواء نايت كالم وفاليوم.

علاج الأرق مجرب بالأعشاب

يتوفر عدد كبير من الأعشاب التي تسهم في تحسين الحالة المزاجية وتسيطر على اضطرابات النوم، لكن يجب أن نعي أنها لا تستطيع علاج الأرق نهائيًا.
ومن أبرز الأعشاب التي التي تساعد في علاج الأرق:

  • زهرة الآلام الحمراء (Passiflora incarnata).
  • الجنجل الشائع (Humulus lupulus).
  • عشبة خشخاش كاليفورنيا (Eschscholzia californica).
  • عشبة خشخاش كاليفورنيا (Eschscholzia californica).
  • البابونج (Matricaria chamomilla).

كيفية تشخيص القلق

لا بد من التوجه للطبيب المختص لطلب استشارته، كي تتجنب عواقب الأرق الوخيمة، ويوصي بعمل مجموعة من الفحوصات الطبية لاستبعاد الأسباب الثانوية للأرق.
ومن ثمّ يسأل المريض عن نمط نومه، ومدى استغراقه في النوم، وآخر تاريخ للنوم جيدًا، وأيضًا عن حالته النفسية وبيئته الاجتماعية.
كما أن تلك الأسئلة تساعدك على تحديد الأسباب الخفية وراء اضطرابات النوم.

مضاعفات الأرق ومخاطره

يسبب الأرق عدة مضاعفات ومشكلات صحية ونفسية، مثل:

  • بطء ردود الأفعال.
  • تراجع الأداء المهني؛ نتيجة عدم القدرة على التركيز.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب والتوتر والقلق.
  • الصداع الشديد.
  • ارتفاع ضغط الدم.

أهم النصائح للتغلب على الأرق

يمكن اتباع النصائح الآتية بجانب اللجوء إلى نهج علاج الأرق مجرب السابق ذكره:

  • جعل الغرفة مريحة ومهيئة للنوم.
  • ابتكار عادة مفيدة تسهل النوم، مثل: القراءة.
  • الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على كافيين.
  • تجنب عادات النوم السيئة.
  • مراجعة الأدوية التي تتناولها مع الطبيب في حال إصابتك بالأرق من بعد تعاطيها.
  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية.
  • التخلص من الوزن الزائد؛ إذ تسبب السمنة ضيق التنفس والأرق.
  • استخدام الوسادة الطبية.
  • تناول وجبة عشاء خفيفة قبل ثلاث ساعات من النوم.
  • الاستحمام بالماء الدافئ قبل الخلود إلى النوم ب 90 دقيقة.
  • كتابة كل ما يزعج الشخص على ورقة، كي يستطيع التنفيس عن كل ما يقلقه، ويسهم ذلك في الشعور بالهدوء النفسي.

ختامًا، نتمنى أن نكون قد أوضحنا لك -عزيزي- في هذا المقال كل ما تود معرفته عن علاج الأرق مجرب.
كما نوصيك بمتابعة الطبيب في حال معاناتك الأرق مرارًا وتكرارًا، كي تهنأ بنومك ويومك، وتستطيع ممارسة مهامك اليومية بكل طاقة ونشاط.