التوتر والضغط العصبي شعور يعكر صفو يومك، يحول بينك وبين الاستمتاع بأجمل لحظات حياتك، قلق مستمر وتوتر تختلف شدته من شخص لآخر، قد يكون لفترة زمنية مؤقتة بسبب حدث ما في حياتك مثل فقدان شخص مقرب أو فقدان وظيفته أو الانتقال للعيش في مكان جديد، وقد يكون ملازماً أغلب فترات حياتك فتتأثر جودتها وتتأثر معها صحتك العقلية والجسدية! ما هو علاج التوتر؟ كيف نتغلب عليه؟ هل هو أمر يستدعي زيارة الطبيب المختص؟
هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.
ما هو التوتر
التوتر أو نطلق عليه الإجهاد أو الضغط العصبي عبارة استجابة أجسادنا وعقولنا لمواقف معينة تتضمن الشعور بالتهديد أو مواجهة التحديات والصعوبات، حيث يرتبط بارتفاع مواد كيميائية معينة وهرمونات بالجسم تسبب لنا هذا الشعورمثل الأدرينالين والكوريتزول.
أعراض التوتر
من أهم أعراض التوتر ما يلي:
- زيادة عدد وسرعة نبضات القلب.
- يضخ الدم بكمية أكبر إلى العضلات والأعضاء الهامة لمساعدتها على التصرف.
- زيادة معدل التنفس.
- زيادة التعرق.
- وقف إنتاج الإنسولين.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
- الإعياء والشعور بالإجهاد والإرهاق.
- اضطرابات الأكل مثل الشراهة أو سد الشهية.
قد يكون الأمر غير سيء في حالة حدوثه في مواقف محددة مؤقتة مثل التعرض للخطر أو التهديد فيساعد الشخص على سرعة التصرف، ولكن في حالة تكرار الأمر بشكل مستمر ليصبح جزءاً من حياتك اليومية هنا تتأثر جودة حياتك سلباً ويصبح عائقاً لسلامك النفسي ويؤثر على صحتك الجسدية أيضاً.
الأعراض الجانبية للتوتر على المدى البعيد
على المدى البعيد مع تكرار التعرض للتوتر والقلق والضغط النفسي قد يعرضك هذا لبعض المشكلات مثل:
- زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب.
- اضطرابات النوم.
- زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الصداع التوتري المستمر.
- ضعف الجهاز المناعي للجسم مما يزيد فرص الإصابة بالأمراض.
أسباب حدوث التوتر
من أبرز أسباب الاجهاد الحاد أو المزمن ما يلي:
- الإصابة بمرض مزمن يشعر الشخص بالتهديد والقلق المستمر.
- التعرض لكارثة طبيعية أو حرب.
- التعرض لأزمة مالية أو فقدان وظيفة.
- الضغوطات العائلية والتفكك الأسرى أو العنف الأسري.
- الانفصال عن شريك الحياة.
- التواجد في علاقة زواج مؤذية.
- إصابة أحد المقربين بمرض أو مشكلة.
وغيرها الكثير من أنواع الأحداث التي قد تتسبب في إصابتك بالتوتر الحاد والمزمن والتعرض إلى الضغط النفسي لفترات طويلة، وفي حالة عدم الاهتمام بعلاج التوتر مهما كان المسبب فإنه يؤثر على حالتك الصحية والعقلية والعاطفية على المدى البعيد.
أنواع التوتر
توجد أنواع مختلفة من التوتر، من أهمها:
- القلق والتوتر الحاد
- التوتر العرضي.
- اضطراب القلق المزمن.
إليك نبذة عن كل نوع في السطور القادمة:
التوتر الحاد
نوع من التوتر يحدث لنا جميعاً بشكل فوري في أحداثنا اليومية، سواءً أحداثاُ سيئة أو جيدة، مثل تعرضك للإصابة بحادث أو ركوبك الأفعوانية في مدينة الملاهي، أو مشاهدتك لأحد أفلام الرعب.
لا يسبب التوتر الحاد المؤقت أضراراَ لأنه يزول بزوال الموقف المسبب له بل قد يكون مفيداً لك لسرعة استجابتك في الموقف.
لكن هناك نوع آخر من التوتر الحاد، وهو التوتر الحاد الشديد الذي يدوم فترات أطول بسبب التعرض لموقف ما أدث ضرراً بحالتك النفسية والعقلية مثل إصابتك باضطراب ما بعد الصدمة، وهذا النوع يتوجب العلاج تحت إشراف طبيب مختص.
التوتر الحاد العرضي
يحدث هذا عندما يتكرر القلق والتوتر الحاد في حياتك بشكل متكرر، مثل أن تكون طبيعة وظيفتك تصيبك بالتوتر الدائم وتعرضك إلى الضغط النفسي مثل العمل في منصب إداري هام أو العمل في مناصب القضاء والشرطة أو بسبب أزمات متكررة في حياتك أو شعورك بالتهديد الدائم.
اضطراب القلق المزمن
يحدث في حالة المعاناة من نسب عالية من القلق والتوتر أو الضغط النفسي لمدة طويلة من حياتك يؤثر على جودة حياتك ويعيق تقدمك بشكل واضح، يؤثر هذا النوع من القلق على صحتك ويزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ويسبب ضعف التركيز العام واضطرابات المعدة.
يحتاج اضطراب القلق المزمن إلى العلاج تحت إشراف طبيب مختص، قد يتطلب العلاج بعض الأدوية المهدئة للتخفيف من الضغط النفسي والأعراض المصاحبة له مثل الصداع التوتري مع جلسات العلاج الكلامي.
طرق علاج التوتر

في حالة كنت تعاني من القلق والتوتر والإجهاد لفترة طويلة أو بشكل مستمر يؤثر على جودة حياتك ويسبب لك العديد من المشكلات النفسية والصحية فعليك استشارة الطبيب أو معالج نفسي مختص.
اتباعك لنمط حياة صحي يساعد في تخفيف التوتر والضغوطات ويمنحك صحة نفسية وجسدية أفضل، إليك أهم النصائح لتخفيف التوتر والقلق:
ممارسة الرياضة وعلاج التوتر
يساعد النشاط البدني المنتظم على تحسين حالتك الصحية والجسدية معاً كما يساعدك على تحسين جودة نومك، تساعد ممارسة التمارين الرياضية على زيادة إفراز هرمون الإندورفين الذي يسبب الشعور بالسعادة ويقلل الإحساس بالألم ونخفيف آثار الضغط النفسي والصداع التوتري والقلق، ولكن يفضل ممارسة الرياضة في وقت بعيد عن وقت نومك حتى لا تصاب باضطرابات النوم.
من أفضل التمارين الرياضية التي تساعد على تخفيف التوتر:
- السباحة.
- المشي والجري.
- ركوب الدراجات.
- الإيروبكس.
- الرقص بأنواعه.
النظام الغذائي وعلاج التوتر
الطعام الذي تتناوله لا يؤثر على جسدك فحسب، بل يمتد تأثيره لصحتك الجسدية والعقلية أيضاً، يساعدك النظام الغذائي الصحي والمتوازن على تحسين صحتك النفسية وتخفيف التوتر والقلق.
- احرص أن يكون طعامك غنياً بالخضراوات والفواكه الطازجة.
- قلل من الطعام المصنع والسكريات قدر الإمكان.
- أضف إلى طعامك وشرابك بعض النباتات العشبية التي تساعد في تهدئة الأعصاب مثل الينسون والشمر والنعناع
- اجعل طعامك غنياً بمضادات الأكسدة وفيتامين سي.
اقرأ في مدونة تي كير 7 أطعمة مضادة للاكتئاب و قواعد التغذية لتحسين المزاج
النوم وعلاج التوتر
يساعدك الحصول على قسط كاف من النوم على تخفيف حدة الضغط النفسي التوتر والقلق التي تعاني منها، عليك أن تنام ما لا يقل عن 7 – 8 ساعات يومياً، إن كنت تواجه صعوبة في النوم جرب التالي:
- احرص أن يكون مكان نومك هادئاً.
- ألا توجد أضواء مزعجة أو ضوضاء.
- أن يكون المكان نظيفاً والتهوية جيدة.
- يمكنك الاستعانة بإحدى الزيوت العطرية التي تساعد على الاسترخاء قبل النوم مثل زيت اللافاندر.
علاج التوتر بممارسة تقنيات الاسترخاء
هناك العديد من التقنيات التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تخفيف التوتر والقلق والضغط النفسي الذي تعاني منه مثل:
- ممارسة تمارين اليوجا.
- ممارسة التأمل أو الميديتيشن.
- تمارين التنفس العميق والتنفس من البطن.
يمكنك الاستعادة بمقاطع الفيديو على الانترنت أو بإحدى المراكز المتخصصة، اختر مكاناً هادئاً ويفضل أن يحتوي على مناظر طبيعية.
الطبيعة لها سحر خاص في تخفيف القلق وخلل التوتر، ومنحك بعض الاسترخاء بعيداً عن الضغط النفسي اهتم بالخروج للتنزه من وقت لآخر وإن استطعت أن تجعل في منزلك بعض الأزهار والنباتات سيمنحك تأثيراً أفضل.
يساعدك الاستماع للموسيقى الهادئة بشكل مستمر أيضاً على الاسترخاء، كما يمكنك عمل جلسات التدليك أو المساج على يد أحد أقاربك أو في مركز مختص يساعد هذا على الاسترخاء وتخفيف التوتر والضغط العصبي.
إدارة الوقت والتنظيم
الفوضى من مسببات التوتر وتشتت الانتباه، اهتم بإدارة الوقت وكتابة مهامك اليومية قبل بداية يومك، يساعد هذا على تخفيف التوتر والفوضى في عقلك.
كما يساعدك تنظيم غرفتك وأغراضك وليس قائمة مهامك فحسب على تخفيف خلل التوتر والتشتت الذي تشعر به، اجعل هذا جزءاً مهماً في يومك.
متى أزور الطبيب؟
في حالة شعرت بأن خلل التوتر يعيقك عن الاستمتاع بحياتك، تشعر بالقلق أغلب الوقت ومن أتفه الأمور، ولديك مخاوف مستمرة مبالغ فيها، ويتأثر نومك وشهيتك وممارستك لأنشطتك اليومية وعملك، حينها عليك استشارة الطبيب المختص.
قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية المهدئة بهدف علاج التوتر العصبي والتي تساعدك على النوم في حالة كنت تعاني من صعوبة في النوم بسبب فرط التوتر والقلق، بالإضافة للعلاج بالكلام.
ما هو العلاج بالكلام
العلاج بالكلام هو العلاج المعرفي السلوكي، عن طريق جلسات كلامية بهدف علاج التوتر العصبي مع المعالج والطبيب المختص يساعدك على التفكير بشكل أفضل وتحسين نظرتك للأمور، عن طريق طرح بعض الأسئلة التي تخص مخاوفك والتحاور معك بشأنها.
العلاج المعرفي السلوكي من أكثر العلاجات الفعالة في حالات التوتر والقلق والمزمن والعديد من الاضطرابات النفسية الأخرى